مقهى يداعب الحرية والحب ويقطع مع الهجران الثّقافي
بالثقافة نرتمي في أحضان الحضارة ونعانق ناطحات التطوّر...بالثّقافة نسموا وبالعمل نبدع، فما بالك لو اجتمع كلاهما. هذا ما أكّده الأخوين محمد وغسان العبيدي من خلال مبادرتهما الفريدة من نوعها عبر تخصيص مقهى لمحبي الثقافة والفن والحرية أُسّس منذ ستّ سنوات أي في سنة 2012 في شارع إيران بمدينة تونس.
عمل رحمة سياري
بجهود مكثّفة وتضحيات ماديّة هامة استهِلّت عمليّة إنشاء مقهى « Liber‘thé » للتّأسيس لمجتمع ركيزته الثقافة وهدفه تعميمها. تخلى محمد العبيدي عن سيّارته ليحقّق حلمه المتمثّل في إقحام الثقافة داخل "يوميّات" للشّعب التّونسي لاسيما الشّباب منه."بسبب هجر التّونسي للفضاءات الثّقافيّة على غرار دور الثّقافة والمهرجانات وقاعات السينما والمعارض الفنية، بحثنا عن حلّ لهذه المعضلة فوجدنا أن دمج المتعة بالإفادة سيكون الحلّ الأنجع" هكذا برّر غساّن العبيدي بعثه لمقهى « Liber’thé ».
تشجيع الشباب على الإبتكار
"بدأت مثل هذه المبادرات في فرنسا إذ جمعت بين عشّاق التّصوير الفوتوغرافي والرّسم والسينما والأدب وكلّ ما من شأنه أن يضيف إلى الكيان الثقافيّ ويثري الموروث المتداول بيننا، لذلك كانت هذه الفكرة بالنسبة إلينا مثابة استدراج لهؤلاء ليتواصلوا فيما بينهم ويتبادلوا المعارف والميولات، ما يساهم في تنظيم عديد الأنشطة الثقافية منطلقها هذا المقهى" هذا ما أضافه محمد الأسعد العبيدي في سؤال عن مصدر فكرتهم.
وعما إذا كان الأخوين العبيدي يعتمدون استراتيجية اتصالية أكّدا أنهما يدعوان كافّة المبدعين الشّباب لتقديم المشروع والتّعريف به سوى بالصور أو بمقاطع الفيديو أو بالمقالات المكتوبة، مقابل أن تدرج هذه الأعمال ضمن معرض الصّور الموجود بالمقهى الثّقافي. هذه التجربة تكرس فعلا حب الثقافة، بمعنى حب حياة تقسو يوما بعد يوم.
رحمة سياري