مقام الصبا: مقام حزين وباك لكن ضيق الأفاق
الصبا مقام يرمز إلى بكاء الرجال كما كانوا يسمونه في زمن الدولة العباسية. هو فريد جدًا من نوعه على الناحية الموسيقية، إذ في الحقيقة هو ناقص علميًا، وسلمه يفترض أن يكون غير صحيح، فكل سلم موسيقي لابدَّ أن ينتهي بنفس النوتة التي بدأ منها، إلا مقام “الصبا'' فقراره لا يماثل جوابه، وهذا يجعله متفردًا و معزولًا في نفس الوقت.
هو مقام محدود، هذا ما يجعل الملحنين الكبار يتفادونه كثيرًا، صحيح أن ألحان "الصبا" تحمل أحاسيس جياشة معبرة، تبدو وكأنها تشتكي وتتألم، غير أن آفاقه ضيقة ولا تفتح أبواباً متسعة للتلحين. لهذا تظهر الألحان فيه متقاربة إلى حد بعيد، مقارنة بالتنوع والاتساع اللذان تمنحانهما المقامات الأخرى. نجد قلة من الموسيقيين يبدعون في هذا المقام ومن أبرزهم المرحوم أديب الدايخ في أغنيته "زيدي المتيم" كذلك أم كلثوم "في الهوى غلاب" و صباح فخري في "سكابا يا دموع العين" و "يا مسعدك صبحيه" و لكن بالرغْم الحزن الذي يضفيه هذا المقام هناك من الناس من يحبون الاستماع للألحان الحزينة. أجناس مقام الصبا هي عبارة عن ثلاث أجناس: الجنس الأول هو ''ري'' مي'' نص بي مول'' و الذي هو ثلاث أرباع ''بي ''نص بي'' مول فا'' و ثلاث أرباع ''فا'' ''صول'' بي'' ''مول بعد نصف بعد''، هذا أول جنس و هو جنس الصبا على ''الري'' الجنس الثاني هو ''فا'' صول'' بي'' مول'' لا'' سي'' و هو جنس الحجاز، الثالث و هو جنس كرد من ''اللا''. إليكم فيديو تفسر ما كتبناه.
صبا بن غربية